Posts

Showing posts from September, 2019

#310: حتى لا أنساك

أكتبُ عنك حتى لا أنساك.. ففقدانك شيءٌ يُخيفَني.. كنتُ قد ظننتُ أن وجودكَ بات غيرُ مهم بالنسبة لي.. لكن لقائنا الأخير صدمني.. جعلني أتأمل جميع لقاءاتنا السابقة.. فكيف اختلفت مشاعري اليوم؟ ثم أدركتُ أنه أسعد اللحظات التي قضيتها معك هي عندما كنت على سجيتي، عندما أطلقتُ لأفكاري ومشاعري العنان بأن يظهرا كيفما شاءا.. حينها فقط أقع في غرام من أكون.. حينها فقط تظهر تلك الطفلة التي تضحك وتتمايل وتنساب منها الكلمات في خفة وبراءة وأنوثة.. حينها يملاني الاطمئنان بأن كل شيءٍ سوف يكون على ما يُرام وأنني قد أصبحت في المكان المقدر لي أن أكون فيه..  كان يجب عليّ أن التقط أيةَ صورة، لتُذكرني..

#309: وبعض الأشخاص لقائهم يَرُدُ الروح

بعض اللحظات تترك فيكَ أثرًا لا تستطيع تجاوزه.. فتظل ذاكرتك تُعيد عليك المشهد مرارًا رغمًا عنك.. يُؤلِمك الشعور الذي تركته فيك تلك اللحظة، أو يُسعِدك، فقد أضاف لخبرتك في الحياة شيء.. وبعض اللحظات تَودُ لو تستطيع ألا تنساها ابدًا، وتظل تُعيدها على نفسك كثيرًا حتى لا يتركك الشعور المصاحب لها.. فقد ملأتك تلك اللحظات بالسعادة المطلقة، وكأنك قد امتلكت كل شيء وأصبحت كل شيء تود أن تُصبحه.. كأنك اكتفيت.. فلا شقاء بعدها .. وبعض الأشخاص لقائهم يَرُدُ الروح..

مرتين

ندمتُ في حُبِكَ مرتين .. مرة عندما أحببتُكَ بجنون، ثم ندمتُ مرةً ثانية عندما أفقتُ من وهمِ حُبِك ..

#308: هل ينجح هذه المرة؟

على الرمال الدافئة، جَلَست تتأمل انعكاسات أشعة الشمس على مياه البحر، وتتابع بعينها بريق الأشعة يتنقل بين الأمواج.. وكذلك تنقلت أفكارها مع حركة المياه، فكلما جائت موجة أخذت من أفكارها شيءً فشيء حتى هربت جميع أفكارها منها فدعتهم يذهبوا مع أشعة الشمس واستمتعت هي بلحظة من السكون والإطمئنان.. فتمنت ألا تنتهي هذه اللحظة أبدًا.. وأثناء تأملها الهادئ، التفتت لتنظر من يُحيطها من الناس شمالًا ويمينًا، فرأته بعيدًا.. رأته متوترًا يبحث عن شيء قد ضاع منه، ففهمت أنه يبحث عنها هي .. أعادت ر ؤيته لها جميع الأفكار التي كانت تُلقيها في البحر، فأعادت ذلك الشعور بالخوف، أو القلق، من حدوث شيءٌ ما لا تعلمه، ولكنها تخشى حدوثه، كأنه شىءٌ قد يقيد حريتها التي قد حظت بها ولو للحظاتٍ قليلة وهي بعيدةً عنه.. ارتابها الذعر .. فجريت هروبًا منه.. وظلت تجري إلى أن رآها هو.. كان أسرع منها بطبيعة الحال، فسبقها حتى لحق بها وظل يجري بجانبها ناظرًا إليها ليُلفت انتباهها .. انتبهت له فتوقفت عن الهروب ووقفت أمامه حتى هدأت أنفاسهما .. - "بتهربي مني على فين بس؟!" - "لا مابهربش ولا حاجة، بس حسيت إني عايزة

#307: شِباك الذكريات

قد يرى أحد أن دورك في حياته لم يتعدى اللحظة التي التقيتما فيها، وكفى.. فهي بالنسبة له لحظةً سعيدة سيظل يتذكرها طوال العمر، غير نادم على قِصر مُدتها، فهي من أسعد لحظات عمره، وأسعد قصصه التي قد يسردها لأحفاده يومًا ما.. يسُرُكَ ذلك الأثر الذي تركته في شخصٍ عابر تلاقت طُرقات حياتكما لبضع لحظات.. فقد ترك هو الأخر أثرًا مماثِلًا، أو قد يزيد تأثيره أو يقل قليلًا.. لكن قد تظل تلك الأحداث التي جمعتكما عالقة في ذهنك إلى درجة الشلل.. فتجعلك غير قادر على تجاوزها أو أن تمضي في طريقك كم ا كنت قبل أن تلتقي به.. لم يعتاد عقلك من قبل على مثل تلك القصص القصيرة، فمازال عقلك ينتظر نهايةً ما، نهاية يستطيع استيعابها، نهاية تتماشى مع توقعاته وخيالاته.. فكيف يمكن لشيءٍ بهذا الجمال أن يدوم لأيامٍ معدودة فقط؟ وكيف يمكن أن تُمنح الفرص مرةً واحدة فقط؟ فلِمثل هذا الأثر عواقب شديدة، قد تهدِم قناعات وتغيِر خطط مُستقبلية.. تلك القصص التي تنتهي بلا نهاية مُرضية هي المحطات التي تقف فيها لتُحدد أي طريق سوف تسلكه، هل ستُكمل الطريق حتى تجِد نهايته، أم ستأخُذ المنعطف لطريقٍ أخر، أم ستعود إلى المحطة السابقة مرة أخرى؟

#306: Bedtime Stories

As a kid, I used to create stories in my mind before I sleep. They used to relax me. I would spend several minutes just designing my dress, the dress I am wearing in the story.. And spend others designing the place where the story goes, whether it is in a restaurant, or a home, or by the beach... I would imagine how it feels, how many rooms are there, what kind of furniture, and what colors.. And sometimes, if my story is really good, I’d complete it the next night. I just li e on my bed, and start imagining and directing the story, all in my head, until I fall asleep. I loved doing this badly, that it made me love bed time, just to fall into my imaginary world. It kept my mind entertained, busy, and excited. I have tried writing these stories down, but I failed to tell them exactly as I imagined them. Now, I rarely do this, and when I force myself to create a story to help me sleep, I only imagine the outlines of a story.. I no longer delve into the details as I was used to. It’s

#305: للجمالِ حرمة

للجمالِ حرمة.. وحرمته هي ألا تطيل النظر إليه فتعتاد عليه عيناك .. والاعتياد لعنة، يُفقدك إدراك بعض الأمور، مثل حقيقة الدوام، فلا يوجد شئ في الدنيا دائم، بل أن الدائم الوحيد في الدنيا هو صفة التغيير .. والنفس تميل إلى ما هو ثابت، لتطمئن إليه وتسكن.. لكن للأشياء الجديدة نشوة تشتاق إليها النفس ايضًا.. فهل يفقدنا ايضًا الاعتياد تلك النشوة؟ وهل ارتبط الجمال بالحال الذي يصاحبه؟ أم أن الأحوال تغمي أعيننا عن أصل الأشياء، فقد نرى شيئًا جميلًا في أصله قبيحًا فقط لأننا مللنا رؤيته، وقد نرى شيئًا أخر أصله قبيح جميلًا فقط لأننا نشتاق لحالة الوله بأشياءٍ ما.. فقط تذكر ألا تطيل النظر، ولا تُشبع نفسك بحالٍ واحد، حتى لا تعتاد فتغشو عن نظرك الحقيقة..

#304: الصغيرة وحبيبته

ظل يراقب الصغيرة وهي تلعب بمفردها غير مبالية بما يدور حولها من أمور يفعلها الكبار بكل جدية ومشقة، متعجبًا من ثبات حالتها وانفعالاتها وكأن روحها غادرت الأرض لتسكن عالم أخر لبضع ساعات، ربما ذهبت إلى جنةٍ ما، فلا يمكن أن تكون مازالت معنا في هذا العالم، ربما جسدها ظل هنا ليُمثل بعض الحركات التي تتراقص بها روحها في عالمها الخاص، لا أكثر.. ذكرته تلك الصغيرة بحبيبته الأولى.. كانت حبيبته تتمرد على كل ما يدور حولها بسلامٍ يتعجب له الجميع.. كانت غير مثيلاتها من البنات اللواتي في مثل عم رها.. كان كلامها وأفكارها وحتى اختياراتها لملابسها يختلف عن ما قد تميل إليه الأخريات.. لكنك لن تستطيع تمييز هذا الاختلاف من بعيد، فقد كانت تتعمد خفي هذا الاختلاف ليتماهى في ما يشابهه حتى لا تشُذ عن البقية فتشوه الصورة.. كأنها وردة حمراء خفية رسمها فنانٌ ما في الجانب الأيمن من لوحة لحقل قمح، لا يستطيع أحد ملاحظتها إلا إذا انتبه.. كانت هي الوردة التي بدونها تبدو اللوحة مكتملة الأركان، ولكنها أضافت للوحة جمالًا ونورًا لم يكن بالحسبان.. تذكرها لأنه كان لها هذا السحر الذي يُجذب النظر إليها، بل إلى روحها، فلا تستطيع