#318: رسالة شجاعة

 عزيزي،


أرغبُ في التحدُثِ معك كثيرًا، ولا يهمني عن ماذا قد يدور الحديث، بل أريد أن استمع إليك حتى أمل، هذا إذا ما مللت، فهناك شيءٌ ما في روحك يجذبني حتى ابقى بجوارها، وشيءٌ في حديثك يقذفُ في قلبي سرورٍ لستُ معتادةٍ عليه.


واشتاقُ إليك، دون وعيٍ مني.. قد أجدُ عقلي في منتصفِ ما هو مشغولٍ بأمورٍ عدة، يذكرني بك بصوتٍ هامس وصورةٍ خافتة، كأن روحك تأتي لتزور روحي فتُلقي عليها التحية وتختفي مرة أخرى .. هكذا تبقى دائما على بالي.. فأتذكرُ أمرًا من الأمورِ العديدة التي أرغبُ في أن أقصيها عليك، ثم أُمثل هذا الحوار بينا في مُخيلتي، حتى استفيق على صوت الخوف بداخلي قائلًا: "هذا إذا ما التقيت به مرة أخرى، فلا تأملي كثيرًا، قد لا يحدث ذاك الذي تتمنيه!" 


لا انتظر منك شيء، أو دعني أقولها هكذا، لا أتعلق بما انتظره منك.. فقد تعلمتُ درسي سريعًا هذه المرة.. لن أُعلق آمالي على تصوري القاصر وأُمنيتي الساذجة، لأني تعلمتُ أن أسلم أمري كله لله، من لديه وسعًا من الخير يرزقني إياه إذا أراد … فلا يوجد ما أفعله أو لا أفعله حتى يُعجل بذلك الرزق أو يمنعه… لكن دعني أُفصح عن ما أود أن انتظره، ولا أطلبه منك، فقط اتمناه .. ما اتمناه هو أن تقبلني كما أنا بحقيقتي وبجميع ما يوجد بداخلي من عطاءٍ ومشاعر .. واتمنى شيءٌ أخر، أعلى درجةٍ من القبول، اتمنى أن تُعجَب بهذه الحقيقة التي أرغب كثيرًا في كشفها لك وأن تُقدرها كثيرًا وتراها شيءٍ ثمينٍ للغاية يستحقُ الحفاظ عليه .. لعلي أطمع فيما ليس لي، ولكنه ما وجدتُ قلبي يتمناه … ولهذا جاء قراري، سوف أكشف لك عني وسأصبر على ما قد ينتجُ عن هذا الكشف، أيًا ما كان، سأتحلى بالشجاعة، كما اعتاد رفقائي وأصدقائي أن يصفوني بها، وسوف أُقدم رغم خوفي الذي يحدثني سرًا طوال الوقت، حتى يطمئن قلبي على أي وضعًا كان، حتى يرسى .. 


أحمدُ ربي على قدومك وإحيائك لقلبي، لعله حدث ليعلمني أن انتظر ولا أقبل بما هو أقل من هذا الذي اتمناه .. فشكرًا لك أيضًا ..


إلى أن نلتقي مرة أخرى ..



Comments

Popular posts from this blog

#239 - عن حُبي لَكَ

#181: What's wrong with you people?

#260: الخوف بيوجه للطمأنينة