#278: يوم ما صدقت إني تُهت
النهاردة وأنا راجعة للبيت من طريق أنا عارفاه ومشيت فيه أكتر من مرة قبل كدة، تُهت.. تُهت، على الرغم من إني عارفة الطريق... ومكانش عدم تركيز مني، بالعكس أنا كنت مركزة جدًا..
اللي حصل انه في بداية الطريق بيكون فيه كوبري، وطريقي زي ما أنا عارفاه هو إني ما أطلعش الكوبري وأمشي على طول.. اللي حصل إني وأنا معدية من جنب الكوبري، لقيتني بقول لنفسي انه كان المفروض أطلع الكوبري ده.. وكنت بتكلم كأني مصدقة من جوايا جدًا إني غلطت في الطريق وإني كدة بقيت ماشية في الاتجاه العكس ولازم ألاقي أول ملف وأرجع علشان أرجع أخد الكوبري.. فضلت ماشية كتير ومش بلاقي الملف وحاسة بندم وحسرة ولوم لنفسي إني كدة هتأخر زيادة، لأني ماشية في اتجاه معاكس لوقت كتير وهارجع امشي نفس المشوار وهضيع نفس الوقت ده تاني... شغلت الGPS علشان يدلني أحسن، لقيته بيقولي أفضل مكملة في طريقي.. قلت عليه بيخرف، وقفلته.. وبعدين لقيت يافطة مكتوب عليها اسم الشارع اللي عايزة أوصله وبتقول إني أكمل على طول.. قلت، ده أكيد فيه شارع في المنطقة دي اسمه على نفس اسم الشارع اللي أنا أعرفه .. طنشت اليافطة، ولسة مُصممة إني ألاقي أول ملف علشان ألف وأرجع أطلع الكوبري.. عقلي كان رافض ساعتها رغم كل الإشارات إنه يصدق حاجة غير اللي هو شايفها في اللحظة دي، وكان رافض يشوف انه غلط في حكمه، وكان عايش حالة التوتر بسبب إنه عمل حاجة غلط زي إنه فوت طلعة الكوبري (اللي هي أصلًا مش غلط!!)...
الحمد لله انه مع الإشارة التالتة، عقلي انتبه.. لما لقيت الملف، ومعاه يافطة تانية بتقول لو لفيت هاروح فين ولو كملت على طول هاروح فين، وفجأة صدقت.. شغلت تاني الGPS واتأكدت، والحمد لله كملت في طريقي الصح..
يعني هو ممكن أكون ماشية في طريقي اللي هيوصلني للمكان اللي أنا عايزاه، بس أبقى متخيلة انه الطريق الغلط وأبقى شاغلة بالي وقلقانة عايزة أعدل وجهتي، مع إن إشارات كتير بتقولي إني ماشية صح، بس أنا مش قادرة أصدقهم...!!؟ يعني ممكن ابقى متخيلة دلوقتي إني بضيع وقت وطاقة في طريق غلط وببذل مجهود زيادة في إني أعدل وجهتي، مع إني مش بضيع وقت ولا مجهود.. بل بالعكس المجهود اللي ضايع هو مجهود حالة التوتر اللي أنا خلقتها علشان فاكرة إني ماشية في طريق مش طريقي...
للدرجة دي عقلنا بيخدعنا؟!
Comments