#275: كغريقًا
كغريقًا يشتاقُ إلى البحرِ، فيذهبُ إليه بكاملِ إرادته، ويدع الماء تلامسه وتلاطف جسده شيئًا فشيء، ويطمئن كلما غاصت قدميه في الرمالِ من تحته.. مبتهجًا منتصرًا ظانًا منه أنه قد غلب البحر اليوم، وأنه قد أصبح لخياله الرومانسي مكانًا في هذه الواقعية.. فتأتي اللحظةُ المعتادة على غفلةِ مُتناسية، لحظةُ الهزيمة، لحظةُ خيبةِ الأمل، تأتي من حيث لا يحتسب.. فيجد الماء قد استحوذت على جسده بأكمله ماعدا رأسه، ويجدُ أطراف أصابع قدميه بالكاد تعافر لتلامس اليابسة.. فيدرك المصيبة التي أصابته .. ويدرك أنه لا يوجد له سبيل إلا أن يتماشى مع ما أصابه .. فيتذكر جميع فنون السباحة التي قد تعلمها من مراتِ غرقه السابقة، ويصُب كل تركيزه على محاولته لمقاومة الماء، حتى يفقد طاقته بأجمعها ويغرق.
قد يُحالفه الحظ، كما حالفه في المراتِ السابقة، ويأتي أحدهم لانقاذه .. وقد يظلُ غارقًا للنهاية .. فما هو إلا غريق ..
قد يُحالفه الحظ، كما حالفه في المراتِ السابقة، ويأتي أحدهم لانقاذه .. وقد يظلُ غارقًا للنهاية .. فما هو إلا غريق ..
Comments