#265: يأبى قلبي إلا أن يسجد له

تلك اللحظة عندما تدعوه -سبحانه- بأن يجبر كسر قلبك وألا يجعل فيه أحدًا سواه، فيستجيب بأن يجعلك تظن أن كل من تعتمد على وجودهم قد انفضوا من حولك، وينزع منك رغبتك في أن تشتكي إليهم، فيكسر تعلقك بأحدٍ غيره ويحبب إليك مناجاته هو وحده.

تلك اللحظة التي تتيقن فيها إنه لا يبتليك إلا لأنه يريدك أن تسلم له وحده ويُعلمك كيف تنزع من داخلك ضرورية وجود أشخاص ما بعينهم في حياتك كي تنعم بها.

تلك اللحظة التي تُسلِّم له حيرتك وسؤالك فيجيبك بالإجابةِ الحق التي تملىء قلبك بيقينٍ ما وتجعلك لا تستطيع إلا أن ترى هذا الحق.

وتلك اللحظة التي تُدرِك فيها عدم رضاك عن هذا الحقيقة التي ملئت قلبك، لكنك في ذات الوقت منتبه لإدراكك عن حقيقة لطفه ورحمته بك، فيُحيط السخط في قلبك امتنان واسع لوجوده ولحقيقته، فتطمئن وتهدىء رغم حزنك وألمك الشديد.

اليوم، قد زهدت الحديث مع من دونه.. اليوم، علمت إنه لا يوجد إلا هو يراني ويرى ما يجول بخاطري وما توسوس به نفسي ويعلم عن حالي أكثر مما أعلم أنا عنه. 
دعوته، واستجاب... وهنا، يأبى قلبي إلا أن يسجد له شاكرًا على كل ما سبق من أقدارٍ قُدرت عليه فنتج عنها ذلك الإطمئنان. فاللهم إجعل نفوسنا نفوسًا مطمئنة وراضية مرضية.

Comments

Popular posts from this blog

#239 - عن حُبي لَكَ

#181: What's wrong with you people?

#260: الخوف بيوجه للطمأنينة