#264: بيخنقنا صوتنا ساعات
وفي وسط كلامنا سوا، لاقيتها بتقولي: "أنا عايزة ازعق وبكل طاقتي أقول: "أنا هنااااا ... أنتوا مش شايفيني ليه؟!!! ايه بقى يعني؟! هو ايه الفيلم اللي إحنا عايشين فيه ده؟! ليه فيه كلام بينا مش بنقوله؟! ليه عاملين نفسنا كويسين وحلووين وإحنا أصلًا جوانا غضب وخوف وحزن؟! ليه بتقولولي إنكم بتحبوني، بس كل حاجة تانية بتعملوها بتقول العكس؟! وليه ساعات بابقى عايزة أقولكم إني بجد بحبكم، بس انتوا مش بتصدقوني؟! هنصارح بعض امتى بحقيقة مشاعرنا اللي جوانا؟! عشان أنا تعبت خلاص! تعبت من إني أفضل أمثل عليكم وأخبي مشاعري.. تعبت من إنتظاري لحياة وتفاعلات مختلفة تمامًا عن اللي بيحصل على أرض الواقع، لكني دايمًا بتخيلها في دماغي؟! لحد امتى هافضل مستنية منكم الحب اللي انتوا مش راضيين تدوهولي؟!" ... صوتي مش طالع ليه؟!"
ذهلني كلامها، وكأنها أول مرة تتكلم! كنت دايمًا بشوفها ساكتة وهادية ومبتسمة.. بحس إن اللي جواها كتير، بس عمري ما تجرأت إني اسألها، "مالك؟!" كنت بشوفها زي ما هي قالت كدة، بتمثل، ومش راضية تتكلم، فكنت بسيبها على راحتها ..
سكت وفضلنا ساكتين شوية، وبعدين قولتلها "زعقي وقولي كمان.." .. قالتلي "لأ خلاص، أنا هاروح لأني تعبت!!"
ماقدرتش أعمل حاجة وقتها غير إني أحضنها، وأنا كلي أمل إن حبي وخوفي عليها يوصلها عشان بس تحس إني حقيقي سمعتها!
ماقدرتش أعمل حاجة وقتها غير إني أحضنها، وأنا كلي أمل إن حبي وخوفي عليها يوصلها عشان بس تحس إني حقيقي سمعتها!
بيخنقنا ساعات صوتنا اللي مش راضي يطلع .. لما بيكون اللي حاسينه جوانا مش هو اللي بنشوفه بعيننا وبنسمعه بودانا.. لما بنكون عايزين نقوم نمشي من المكان اللي إحنا قاعدين فيه، بس مش قادرين ناخد الخطوة ونستأذن ونقوم، بس عشان خايفين حد يسألنا ليه؟! ونضطر ساعتها نجاوب كمان إجابة مُزيفة عشان مش هنقدر نواجه الإجابة الحقيقية.. وساعتها، ألم إننا نيجي على نفسنا ونقعد بيكون أقل من ألم إننا نكدب للمرة المائة على نفسنا قبل ما يكون على غيرنا! وكأن قعدتنا ماهياش كدب هي كمان..
الكلام اللي بنعوز نقوله كتير، والكلام اللي جوانا وإحنا مش دارين بيه أكتر كمان.. ومش بس لسانا هو اللي بيتكلم، ده كل كيانا وجسمنا وحركتنا كمان بتقول.. علشان كدة اللي مش بنقوله بلسانا بنقوله بعينينا وبجسمنا وبحركتنا.. لكن بنفتكر نفسنا ماقلناهوش.. واللي مش بنقوله لنفسنا أصلًا عمره ما حد تاني غيرنا بيسمعه ..
كفيانا سكوت جوانا.. خلينا نبطل نسكت الصوت اللي جوانا اللي من كتر ما هو ساكت بقى بيزعق أنين!! خلينا نسمح له يتكلم من غير خوف، نديله الأمان إننا هنسمعه وهنقبله .. يمكن ساعتها يقولنا كلام غير اللي إحنا فاكرين انه هيقوله.. يمكن ساعتها نلاقي نفسنا بنتعرف على حد جديد جوانا مكناش أصلًا نعرف إنه موجود .. يمكن لو سمحنا لنفسنا نسمع صوتنا المكتوم جوانا، نقدر بعد كدة نقوله بصوت حقيقي مسموع وكمان نصدق إنه بيتسمع! يمكن .. بس خلينا بس نجرب ..
Comments