#249: كلموني تاني عنك..

"كلموني تاني عنك .. فكروني .. صحوا نار الشوق في قلبي وفي عيوني .. وافتكرت فرحت وياك قد ايه .. وافتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه .."

فضلت تسمع للست وهي بتفتكر بعد مافكروها وصحوا نار الشوق جواها .. وقعدت تسترجع حوارها مع إحدى صديقاتها لما سألتها عن حبها، حبها اللي لسة جديد وصغير وبيكبر حبة حبة جواها .. سألتها هو مين؟ .. سألتها من امتى؟ وسألتها "متأكدة من مشاعرك؟" واستغربت ساعتها لما لقت إن جوابها: "ايوا، أنا متأكدة جدًا ومطمنة لمشاعري... وكمان مطمنة للمشاعر الحلوة اللي حاساها منه" .. ساعتها صاحبتها ماسكتتش؛ قالتلها: "أنا حاسة منه هو كمان.. وحبه باين في نظرة عينه ليكِ.." .. قالتلها "يمكن.. بس مش مهم، المهم إني فرحانة باللي إحنا واصلينله .. وحبنا هيكبر جوانا .. أنا متأكدة!"
بس تاني يوم صحيت وهي مش على بعضها.. متوترة وقلقانة .. قلقانة منه وقلقانة عليه .. وعايزة تكلمه تتطمن عليه وتتطمن منه .. وفضلت تفكر وتتخيل وتتصور وترسم سيناريوهات لمستقبل مش باينله معالم لسة وعاشت على أمل .. أو خلينا نقول على توقع .. تخيلته وهو جاي يعترفلها بحبه ليها، وقعدت تكتب السيناريو اللي هيدور بينهم.. تخيلته وهو بيعاتبها.. إزاي هو أخر واحد يعرف مشاعرها.. وتخيلت نفسها وهي مذهولة ومكسوفة وبتهرب منه .. كلها خيالات .. وهم .. ومشاعر مش حقيقية .. ووسط كل الأفكار والخيالات دي، نسيت مشاعرها الأصلية اللي هي حاساها بجد .. نسيت هي بتحبه ليه .. ونسيت هي بتحبه إزاي .. ونسيته هو نفسه .. وركزت على نفسها هي وبس .. ركزت على احتياجها، أو بالأحرى على احتياج عقلها لأنه يعيش الصورة اللي رسمها وتخيلها.. يعيشها زي ما رسمها بالظبط .. وعلى قد ما كانت بتركز على قد ما كان عقلها بيتمنى وكأنه ولد صغير شبطان في لعبة مامته مش راضية تجيبهاله .. ووسط كل الرسومات دي، تاهت وسط دموعها ووسط إحساسها بقلة الحيلة .. سألت نفسها ليه؟ 
"كل ده كان ليه .. لما شوفت عينيه.. حن قلبي إليه.. وانشغلت عليه" ..
ليه الصورة مش بتتحقق؟! ليه الفرحة مش كاملة؟! ليه هو مش حاسس بيها؟؟ .. 
توترها زاد .. بس هي كانت أذكى من عقلها اللي بيتخيل .. قالت لعقلها: "اهدى شوية، أنت عايش في وسط صور مش حقيقية .." وقالت لقلبها: "اصحى، فكرني أنت حاسس بايه؟.." مالقيتش وقتها قلبها بيرد عليها.. بس صمته كان كافي انه يوصلها انه مش راضي .. مش راضي بالصور اللي اترسمت .. ومش راضي يعيش في وهم .. 
افتكرت انها بتحبه من غير سبب ومن غير توقعات .. افتكرت انها بتحبه عشان هي بتحبه .. وبس .. وساعتها رجعت تفرح .. تفرح بالحلو اللي بتحسه وياه .. ولما افتكرت، قلبها رجع يدق، ورجع يتكلم ويقول.. "أنا موافق.." ...

Comments

Popular posts from this blog

#239 - عن حُبي لَكَ

#181: What's wrong with you people?

#260: الخوف بيوجه للطمأنينة