#247: المشروب السحري

"قرب قرب بص وشوف عندنا ايه النهاردة.. حاجة جنان، حاجة واو .. تشرب من هنا وتطير من هنا.. اطلب واتمنى.. واللي تتمناه تلقاه.. قصادك وقدام عينيك.. بس المهم تكون شجااااع.. هتشوف اللي ماتشوفوش العين وهتلمس اللي ماتحسوش الايد .. هااا .. قرب ومش هتندم .. هيفوتك نص عمرك .. ولو كان فاتك، ممكن ترجع وتلاقيه .. كوباية واحدة هتعيشك في عالم تاني.. عالم بتحلم بيه بس عمره ما خطر على بالك .. قرب قرب بص وشوف .."

سمعت سارة البياع وهو بينادي على الناس عشان يجربوا مشروب جديد كدة هو بيبيعه .. البياع ده كل يوم والتاني بيجيب حاجات عجيبة وبيقول انه جايبها من بلاد برة .. من بلاد العجائب .. وكل مرة كانت سارة بتعدي ومش بتهتم باللي هو بيبيعه.. بس المرة دي لفت انتباهها الكلمة دي: "اللي تتمناه تلقاه.. بس تكون شجااع" .. طول عمرها سارة بتحلم بأحلام كتييرة، وقليل منها اللي بيتحقق .. حلمت انها هي وعايلتها يعيشوا في بيت كبيييير زي بيوت العرايس اللي بتلعب بيهم، يكون دورين وكل دور فيه أربع أو خمس أوض .. ويكون فيه ناس كتير بيجوا يزوروهم ويقعدوا عندهم بالأيام .. ويكون البيت بيطل على البحر وكل يوم وقت الشروق تخرج وتركب الحصان بتاعها وتجري بيه على البحر .. ده أكتر حلم بتحلم بيه وبتتمنى انه يتحقق.. بس في نفس الوقت سارة مؤمنة انه علشان الحلم ده يتحقق هي لازم تصدقه كأنه حقيقة وتقوله لكل الناس وتواجه بيه العالم، يمكن هو ده تعريف الشجاعة بالنسبالها .. انها تواجه العالم بأحلامها وتفضل مصدقة فيهم لحد ما يتحققوا في يوم ..
قررت سارة تروح تجرب المشروب السحري اللي البياع بيقول عليه، يمكن شجاعتها وتصديقها لحلمها يخلي المشروب السحري يعمل مفعوله وأحلامها تتحقق .. 
راحت سارة للبياع.. "ممكن كوباية؟"
قالها: "ممكن طبعًا، بس انتي مستعدة للي هتشوفيه؟!"
قالتله: "أنا شجاعة!" .. 
قدم لها الكوباية وقالها: "اشربيها كلها مرة واحدة" ..
الكوباية كانت صغيرة فكان سهل عليها تشربها مرة واحدة فعلًا.. وكان المشروب لونه أزرق وطالع منه بخار خفيف مش باين قوي، وطعمه مر بس فيه حتة صغيرة مسكرة ..
شربت سارة الكوباية بس ماحصلش حاجة .. وشوية بصيت سارة حواليها لقيت المكان بقى ساكت جدًا والناس بطلت حركة .. والبياع اختفى هو والعربية اللي بيبيع منها .. قررت تمشي بين الناس وتروح لبيتها ... "

تفتكروا سارة لقيت ايه لما وصلت بيتها؟

Comments

Popular posts from this blog

#239 - عن حُبي لَكَ

#181: What's wrong with you people?

#260: الخوف بيوجه للطمأنينة