#257: Where do dreams go when we are awake?

بتخيل الأحلام كائنات صغيرة كدة بتيجي وإحنا نايمين وتدخل جوا دماغنا، يلعبوا ويمثلوا أفلام .. ولما نصحى بيمشوا وبيهربوا، عشان ماينفعش نمسكهم... ولما بيمشوا بيروحوا يدوروا على حد تاني نايم يقعدوا يلعبوا معاه شوية.. 

الأحلام ... كنت من فترة مش بعيدة ومش قريبة بردو  .. بشوف انه الأحلام دي حاجة مزعجة.. وأنا قصدي على الأحلام اللي إحنا بنشوفها وإحنا نايميين دي.. إنها حاجة كدة بتيجي تعكنن علينا.. الأحلام الحلوة والوحشة على حد السواء .. يعني الأحلام الحلوة اللي هي بتفرح كانت بالنسبالي شوق وشوية أمل فارغيين! وإنه عقلي معيشني في الوهم ومش راضي يخليني أعيش في الواقع، وإنه "يووووووه بقى، هو أنا مش هابطل اتمنى!!!" ... ولما مثلًا أحلم بحد بقالي كتييير ماشوفتوش، وحد مثلًا أصلًا مضايقني في حياتي، أصحى وأقول: ايه ده، هو أنا لسة مانسيتوش؟! هو عقلي مش راضي ينسى ليه؟! وده معناه ايه بقى يعني دلوقتي؟!!! — بصيغة الاستنكار! .. والأحلام الوحشة (أو للتوضيح يعني انه حلم مش على مزاجي)، زي إني جوا الحلم أحلم مثلًا بإني خايفة وقلقانة، اصحى وأقول: هو أنا خايفة وقلقانة من ايه في حياتي بجد؟! ويبقى يومي مش فايت ..

كنت، والحقيقة مازلت، بشوف إنه الأحلام ما هي إلا مرايا للي بيحصل جوا دماغي.. ده حتى عقلي الحنين، بيوريني أفكاري ومشاعري الدفينة في صورة قصة وفيلم وسيناريو وحوار وحاجة مُسلية جدًا يعني .. لكن الفرق قبل كدة ودلوقتي، هو إني قبل كدة كنت بخاف قوي أواجه نفسي بأفكاري ومشاعري الدفينة دي، بخاف أشوفها، ولو حتى في الأحلام .. لا بخاف ايه؟! أنا كنت مش قادرة أقبل إني أصلًا عندي أفكار ومشاعر دفينة! .. 

لحد ما في يوم، كنت بحكي لواحدة عن إني بحلم حلم معين كتير، وإني متضايقة جدًا من ده ومن المعنى (أو الحكم) اللي أنا شايفاه من الحلم .. هي مش بتفسر أحلام ولا بتنجان، لكن قالتلي حاجة واحدة .. قالتلي "أنتي مستكترة على نفسك تعبري عن مشاعرك حتى وأنتي نايمة؟! يعني لا عايزة تعيشي في الواقع ولا حتى في الأحلام!" ... كلامها الحقيقة معلم معايا لحد دلوقتي (طبيعي ما أنا بتكلم عنه أهو 😀) .. وقلت لنفسي: يعني هو بجد ايه الضرر الفظيع من إني أحلم، من إني أحلم حلم غريب وعجيب ومريب عن حد بقالي ٦ سنين مش بشوفه.. ايه المشكلة؟! أهو فيلم شغال بيسليني وأنا نايمة! وبالذات لأنه كمان معظم الأحلام، سواء أنا حكمت عليهم إنهم حلووين أو وحشيين، بيبقى فيهم نوع من أنواع التنفيس عن احتياج ليا أنا مش قادرة أعيشه بشكل حقيقي في الواقع.. ف تمام.. ليه بقى استكتر على نفسي إني أحلم بيها وأعيشها في الحلم ..

ومن ساعتها وهو معدل الأحلام المزعجة بالنسبالي قل، أو هو ما أقلش قوي، بس أنا اللي بقيت مش شايفاهم مزعجين! بستغرب وجودهم، وبحاول أشوف هو ده يعني عايز يقولي ايه عن نفسي؟ ايه الفكرة والشعور الدفين اللي أنا مش سامحة لنفسي أعبر عنه وأنا صاحية، ف دماغي عبرتلي عنه وأنا نايمة؟! لكن، كل الفرق وكل اللي عملته هو إني سمحت لنفسي انه أصلًا يكون عندي أفكار ومشاعر أنا دافناهم جوا دماغي في بير غوييييط .. وبقيت بانبسط إنهم بيطلعوا على السطح مع كل حلم بحلمه عنهم ..

آه، أحلامي مرايا ليا وللي حاصل جوا دماغي، لكني دلوقتي بقيت حابة أشوف واتفرج على اللي جوا دماغي، بكل الحلو والوحش اللي فيها!  ☺️

Comments

Popular posts from this blog

#239 - عن حُبي لَكَ

#181: What's wrong with you people?

#260: الخوف بيوجه للطمأنينة