#240: أحقًا تستطيع سماع صوت صمتي؟!
"ثم أمامَ القرارِ الكبيرِ جَبُنت.."
نعم، لقد جَبُنت .. كم من مرةٍ قُلتُ أن حبُكَ يلهمُني الشجاعة؟! كم من مرةٍ وعدتُ نفسي بألا أهرب إذا ما واجهتني بحبي لك؟!
نعم، كُنتُ أظن أني كسرتُ خوفي... ولكنه لم يتركني قط... فوجدتني ابتعد عنك، لأنك الآن تستطيع سماع صوت صمتي... ولكنك كنتَ ومازالتَ تُذهِلني في كل مرةٍ أُقرِرُ فيها الاختفاء، فتأتيني على غفلةٍ مني لتُخبِرَني كم أنت إنسانًا ذو قلبٍ رقيق، فاُعاتب نفسي، كيف لم انتبه!
"وعَدتُ بأشياءٍ أكبرَ مني، فماذا بنفسي فعلت؟!"
لكِنَكَ اثبتَ لي أنك أكثرَ شجاعةً مني. أم إنه مجرد أمرٌ بسيط، بالنسبة لك؟ فأعطيتَ لنفسِكَ الحق بأن تُعبِر عن عدم فِهمَك لي، وكأنك لم تَخف إظهار فضولَكَ لمعرفة ما بداخلي، فأظهرت حينها خوفي وجُبني. لم أجد القوة لمواجهة فضولَك هذا بوضوحٍ مني، لم أجد الكلمات التي تليق برُقي اسأِلَتك.. فاعترفتُ بهزيمتي.. اعترفتُ بهروبي.. واعترفتُ بخوفي.. وكم هي شجاعةً أن تعترف بجُبنَك.. ثم ألهمتني مرةً أُخرى بأن استرجع قوتي وشجاعتي، فطلبت منك طلبًا خفي، كم أرجو ألا تنساه.. طلبت منك ألا تمل من فضولِك هذا معي أنا بالذات.. فطالما كان فضولُك هو قوتك..
Comments