#234: كل شيٍء بميعاد
أُحاولُ جاهدةً أن أُثبت في ذهني تلك الصورة حتى أتذكرها دائما.. تلك الصورة حينما نظرتَ لي نظرةً تخترق روحي فلا تُفسح مجالًا إلا للخجل .. تلك النظرة التي صاحبها إحمرارُ خديك وعيونٌ ثاقبةٌ ومبتسمة ... كم أتمنى لو لم يعتريني الخجل وقتها، حتى أنظر إليك فأسجل تلك اللحظة التي طالما تمنيتها، ولأسمح بحوارٍ بين عيننا لعلي فهِمت ماذا تعني نظرتك .. هل هي نظرة انبهار، أم نظرة فخر، أم نظرة إعجاب؟ .. كيف كنت تراني؟ ماذا كان يدور في ذهنك حينها؟ أَعلَمُ أنها أسئلةٌ لا يُجاب عليها، ولكني لا أبحثُ عن إجابات، بل أتشوقُ لها.
لم أكن بحاجة لمثل هذا النظرة.. فقد أتت في أكثر لحظات خيبة الأمل.. طال انتظاري حتى أدركت أنه يُحالَ الحصول عليها.. تُرى هل هذا هو السبب الذي يَحيلُ بيني وبين ثبات الصورة في ذهني؟ حاولتُ بشتى الطرق أن استرجع هذه اللقطة حتى أراها بوضوح، فلا أستطيع إلا أن أراك بعيدًا.. نعم، كنتَ سعيدًا ولكنك كنت في مكانٍا آخر، لست معي. من الممكن أن تكون قد رأيت نفسك في وجهي، ومن الممكن أيضًا أن أكون النبتة التي زرعتها وهذه كانت اللحظة التي رأيتها تطرح ثمرًا.. يُشرِفُني أن أكون الثمرة، ولكن هذا الشرف لي وحدي. هل هذا هو ما رأيته؟ إعجابي بذاتي؟ هل هذا هو ما كُنت تسعى لفهمه ودراسته؟ كيف تُغَيرُ السعادة الوجوه؟
حينها أدركت أن ما انتظرته لليالٍ طويلة يأتي فقط عندما أكُف عن الانتظار، عندما أُدرك أنني لستُ بحاجة، وأنه كل شيٍء بميعاد.
Comments