#242: الفوضى
من هؤلاء؟! وكأنهم غرباء. وكأني أنا كنتُ غريبةُ نفسي. ما هذا العالم الذي أصبحتُ جزءً منه؟ أحقًا أنا جزءً منه؟! لم أستطع أن أميزَ وجهًا واحدًا من الأوجه الكثيرة التي رأيتها، بالرغم من أني أعلمهم جميعهم! ألم يألفُ قلبي قلوبهم؟ ولكنهم الحاضر، ولعلهم المستقبل. تُرى لا يستطيع عقلي التخلي عن ماضيه؟ عن ما يألفه؟! فلِمَ كان هو الشخص الوحيد الذي رأيته؟ الشخص الوحيد الذي لم يعد هناك؟! لِمَ يُعذبُني عقلي؟! ألأني لا أسمح له بالكلام عني؟ ألأنه مُعذَب؟ وأنا لا أهتمُ بعذابِه؟ ألن ينتهي هذا الألم؟! ألن يَكُف عن زيارتي عندما أنام؟ يقولون أن في الأحلام تتلاقى أرواحنا حقًا؛ أهذا ما حدث؟! الاعتراف بالحقيقةِ هو أمرٌ مرهق للغاية، كما هو حال المواجهة. فنَهرِبُ من الحقيقةِ بوهمٍ ما، ونتمسكُ بهذا الشعور الهش الذي يَغذيه لنا الوهم. لمجرد إن عقولنا لا تألف التغير. فكيف تستطيع عقولنا التعامل مع أمرٍ كهذا؟ لا يُمكِنُ لها أن تُصدِق أن ما كنا نحبه بالأمس أصبحنا اليوم نكرهه، ولا أن تؤمن أنه بإمكاننا أن نُحب ما كنا نكرهه بالأمس. تتقلب القلوب في اليوم مراتٍ ع...